انسلاب آخر ينضاف إلى انسلابات سابقة...

تحتفل المرأة العربية والإسلامية اليوم، باليوم العالمي الذي خصصه العالم لها (08/ مارس). هذا الاحتفال والتفاني فيه والزخم الإعلامي الكبير الذي يحظى به، أمر يوحي بأن الخلاص الحقيقي جاء إلى المرأة ـ بعد انتظار طويل ـ في مثل هذا اليوم، كما يوحي في الوقت عينه بأن المرأة، وأتحدث هنا عن المرأة العربية الإسلامية عموما، والموريتانية خصوصا ظلت مضطهدة ومهمشة ومهضومة الحقوق ردحا من الزمن، إلى أن جاءها الخلاص بعد طول انتظار، والواقع أن المرأة العربية والإسلاميةعموما والموريتانية خصوصا لم تعرف تهميشا ولا اضطهادا، إنما كانت وللأمس القريب معززة ومكرمة إما في كنف أهلها، أو في بيت زوجها الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل سعادتها ورضاها، وما هذه النعرات التي نسمعها للمرأة العربية إلا من ضمن محاولات الغرب التي لا تنتهي في سبيل تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية، تارة باسم حقوق المرأة، وتارة باسم حقوق الأطفال، وتارة أخرى باسم حقوق المثليين... قال الله تعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم...)) الآية
يقولون الهدف من تخصيص هذا اليوم هو "حب المرأة وتقدير إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، مع تحفظي على هذه الجملة، فإنني سأوضح شيئا مهما. ألا وهو أن هذه العبارة تجعلنا أمام مفارقة عجيبة، ذلك أنهم في المجال الآخر ينادون بالمساواة بين الجنسين، فلماذا لا يخصصون يوما للرجل على اعتبار أنه أول من قام بالإنجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حتى في أقدم العصور. هذا من جهة
أما من جهة أخرى فإن مساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات تعني بالضرورة أنها فرد من أفراد المجتمع الذي تنتمي إليه، ومن هنا يكون من المنتظر منها كل ما هو منتظر من أي فرد في المجتمع دون تمييز، دون أن تنتظر من وراءه شكرا. والاحتفال بإنجازات المرأة يجعلنا أمام مفارقة معيشة، ذلك أنهم ينشدون تحريرها ووضعها في نفس الفرص والحظوظ على غرار الرجل، وفي الوقت عينه يخلدون احتفالا إن دل على شيء إنما يدل على قصور المرأة في لا وعيهم
أنا لست ضد المرأة ولا تكريمها وإعطاءها المكانة اللائقة بها، ولكن أرى أنه آن الأوان لهذه المجتمعات أن تعي مخاطر مثل هذه النعرات وألا تنساق وراءها، كما أرى أن الاحتفال الذي قامت به المرأة العربية والإسلامية اليوم جاء متأخرا عن أوانه، خاصة أن الخلاص الحقيقي للمرأة يتمثل في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الذي وجدها في واقع لا تحسد عليه يتمثل ذلك في مثلث "المتعة، العار، الوأد". قال الله تعالى ((إذا بشر أحدهم بالأنثى طل وجهه مسود وهو كظيم...)) الآية.

أما كان الأجدى والأجدر بالمرأة في هذه المجتمعات أن تحتفل بيوم البعثة إن لم يكن شهرها كاملا؟ أم أنها تأثرت كغيرها من الذي لا يرون خلاصا ولا سبيل إلا سبيل الغرب حتى ولو خالف ذلك خصوصيتهم الاجتماعية والدينية؟


التعليقاتإخفاء