قامة بعض المواقع المحلية

مواقع سياسية

حزب التحالف الشعبي       حزب تواصل       حزب حاتم       حزب الصواب        الحزب الجمهوري 


الحزب الجمهوري الديمقراطي      الوحدوي      المرصد الوطنى لحقوق الإنسان     اتحاد قوى التقدم  

من أجل موريتانيا 

 ملاحة: لم نورد كل المواقع السياسية الوطنية، وإنما هذا هو كل ما أتيح لنا

مواقع المجتمع المدني 

جمعية الخير للتكافل الاجتماعي في موريتانيا     جمعية المرأة     جمعية بسمة وأمل     ملتقى الوطنيين التطوعي

نادي اليونسكو للثقافة في موريتانيا     الجمعية الموريتانية لرعاية الطفل     المنظة الموريتانية للتنمية السياسية

جمعية التكافل للصناعة التقليدية     جمعية عرفة للعناية بالمساجد     الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا

الكونفدرالية الوطنية للشغل     الكونفدرالية العامة     الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا     اتحاد الطلبة بالمغرب

جمعية الثقافة لطلاب م في فرنسا     اتحاد كلبة موريتانيا بالسنغال     جمعية دعم التنمية

ملاحظة: لم نورد كل المواقع، وإنما المتاح فقط

مواقع إخبارية


موريتانيا الآن        الأخبار       بلوار ميديا           التلفزة الموريتانية

الصحراء        اليوم إنفو         شبكة المتابع

ملاحظة: لم نورد كل المواقع، وإنما المتاح

مواقع ثقافية

قرآننا        معهد تعليم اللغة العربية        دروس المحظرة       مركز البحوث والدراسات الولاتية      الموزون


مواقع أخرى


اللجنة الوطنية للمسابقات         مديرية المسابقات والتقويم       بتا للاستشارات       موريباك

مجتمع يأبى الاندماج، ويهوى التعالي من فراغ

يبدو لك وأنت تلقي نظرة خاطفة على هذا العنوان أن محور الحديث هنا هو عن مجتمع تتعدد فيه المعتقدات والديانات والطوائف والأعراق، لكن لا شيء من ذلك يوجد بذلك المجتمع، بل إنه المجتمع الوحيد في العالم الذي يدين بدين واحد، ويعتقد بمعتقد واحد له قبلة واحدة، وثقافة محلية تكاد أن تكون واحدة بنسبة 95%، وإن اختلفت الألسن. ولا توجد به أكثر من قوميتان عربية وأخرى زنجية
لا يزال هذا المجتمع حتى نهاية العقد السادس من انتقاله إلى الدولة الوطنية يعانق ماضي تليد تأسس على ظلم واستبداد واقصاء للآخر، لا يزال حتى الآن يروج للتصور الانقسامي بأبهى معانيه "أنا وأخي ضد ابن عمي، وأنا وابن عمي ضد الغريب". لا يزال حتى الوقت الراهن ذلك المجتمع التقليدي الذي ينغلق فيه كل فصيل على نفسه اعتزازا وولاء، مع اقصاء للآخر الذي لا يتغير عنه في شيء.
بالرغم من كون هذا المجتمع شهد انتقالا كبيرا من الريف نحو الحضر، لم يستطع التخلص من الرواسب التقليدية القائمة للولاء للشِعب إلى الولاء للشَعب، أي الدولة الوطنية بمفهومها الواسع، والتي تتطلب تغيير في العلاقات الاجتماعية، تغيير في الممارسات والسلوك، تغير يلامس البنية التقليدية ليحولها إلى بنية أخرى متزنة ومتينة. إلا أنه لا شيء من ذلك حدث. فقد ظلت المجموعات هي هي، والأفراد كما كانوا في الريف هذا في ظل عجز الدولة عن صرف ولاءات الأفراء الضيقة لصالح ولاء واحد هو الولاء للدولة الوطنية. لذلك مزال هذا المجتمع يعانق البداوة في ثوب الحداثة، فهو يعيش البداوة حينا، والحداثة حينا آخر، ويمزجهما أحيانا أخرى ليرسم لوحة غيرة واضحة لا هي تقليدية ولا هي حداثية أقرب ما تكون إلى الاستلاب إذا جاز التعبير.
لكثرة وتنوع أنواع وأنماط الحراك التي شهدها هذا المجتمع تعتقد أنه قد تغير جذريا من ذلك المجتمع التقليدي المتزمت للمكانة الموروثة، إلى مجتمع يمنح التميز لأصحاب الكفاءات، لكن لا تلبث إلا يسريا حتى يتبين لك أن ما كنت تعتقده أمر خاطئ، فالكل يحمل شعار التغيير، لكن التغيير الداخلي أبعد ما يكون عنه، فلا يزال الحرطاني حرطاني والبظاني بظاني، والزنجي زنجي ساحر، هذا في الخفاء، لكن ما يظهره كل منهم للعيان عكس ذلك (التسامح والرحبة والحب والاندماج)، قد نسلم جدلا أن اندماجا بين هذه المكونات أمر صعب المنال يتطلب زمنا غير قصير ليحدث، لكن من غير المعقول أن يصعب على الحراطين مثلا الاندماج فيما بينهم، أو البيظان أو حتى الزنوج، رغم أنهم في الظاهر يبدون مندمجين ومتفاهمين.. إلا أن العكس هو الحاصل التشقق والانقسام
يقول أحد الشباب حين أردت الزواج كلمت أمي بالأمر فرقصت فرحا بالأمر، ثم قالت بنت فلان هي العروس تقصد (خالي)، فأجب بالنفي، فقالت بنت فلان إذا! تقصد عمي فقلت لا، فقالت من هي إذا؟ فقلت فلانه، فتغير وجهها وقالت، لا وألف كلا لن يحصل ذلك، فقلت ولما؟ قالت لن تتزوج من خارج قبيلتك، فقلت لها القبيلة ليست معيار في مثل هذا الأمر. لكنها أصرت على رفضها على الرغم من كون الفتاة التي أريدها لا تختلف عني في العرق
ويقول آخر حين أرد الزواج اقترح علي أهلي العديد من الفتيات، لكن ظهر أن أغلبهن محارم لي من الرضاعة، فتساهل أهلي في تزويجي، ومع خوفي على نفسي من الفاحشة ذهب وتزوجت دون إذنهم، لكن من فتاة تختلف عن في اللون، وهنا جن جنونهم، وقاموا بمقاطعتي لمدة سنتين، فما كان من أمري إلا أن طلقتها عندئذ رفعوا الحصار عني.

ومن هنا كان التساؤل هل مثل هذا المجتمع يعد مجتمعا إسلاميا؟ أم أنه مسلم بالاسم دون المضمون؟ وكيف لم يستفد هذا المجتمع من الحداثة والانفتاح الحاصل في العالم من حوله؟ أم أن التغيير أمر صعب الوصول حتى في شعب يشترك نفس المعتقد والثقافة والدين وحتى المصير؟

انسلاب آخر ينضاف إلى انسلابات سابقة...

تحتفل المرأة العربية والإسلامية اليوم، باليوم العالمي الذي خصصه العالم لها (08/ مارس). هذا الاحتفال والتفاني فيه والزخم الإعلامي الكبير الذي يحظى به، أمر يوحي بأن الخلاص الحقيقي جاء إلى المرأة ـ بعد انتظار طويل ـ في مثل هذا اليوم، كما يوحي في الوقت عينه بأن المرأة، وأتحدث هنا عن المرأة العربية الإسلامية عموما، والموريتانية خصوصا ظلت مضطهدة ومهمشة ومهضومة الحقوق ردحا من الزمن، إلى أن جاءها الخلاص بعد طول انتظار، والواقع أن المرأة العربية والإسلاميةعموما والموريتانية خصوصا لم تعرف تهميشا ولا اضطهادا، إنما كانت وللأمس القريب معززة ومكرمة إما في كنف أهلها، أو في بيت زوجها الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل سعادتها ورضاها، وما هذه النعرات التي نسمعها للمرأة العربية إلا من ضمن محاولات الغرب التي لا تنتهي في سبيل تفكيك المجتمعات العربية والإسلامية، تارة باسم حقوق المرأة، وتارة باسم حقوق الأطفال، وتارة أخرى باسم حقوق المثليين... قال الله تعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم...)) الآية
يقولون الهدف من تخصيص هذا اليوم هو "حب المرأة وتقدير إنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، مع تحفظي على هذه الجملة، فإنني سأوضح شيئا مهما. ألا وهو أن هذه العبارة تجعلنا أمام مفارقة عجيبة، ذلك أنهم في المجال الآخر ينادون بالمساواة بين الجنسين، فلماذا لا يخصصون يوما للرجل على اعتبار أنه أول من قام بالإنجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حتى في أقدم العصور. هذا من جهة
أما من جهة أخرى فإن مساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات تعني بالضرورة أنها فرد من أفراد المجتمع الذي تنتمي إليه، ومن هنا يكون من المنتظر منها كل ما هو منتظر من أي فرد في المجتمع دون تمييز، دون أن تنتظر من وراءه شكرا. والاحتفال بإنجازات المرأة يجعلنا أمام مفارقة معيشة، ذلك أنهم ينشدون تحريرها ووضعها في نفس الفرص والحظوظ على غرار الرجل، وفي الوقت عينه يخلدون احتفالا إن دل على شيء إنما يدل على قصور المرأة في لا وعيهم
أنا لست ضد المرأة ولا تكريمها وإعطاءها المكانة اللائقة بها، ولكن أرى أنه آن الأوان لهذه المجتمعات أن تعي مخاطر مثل هذه النعرات وألا تنساق وراءها، كما أرى أن الاحتفال الذي قامت به المرأة العربية والإسلامية اليوم جاء متأخرا عن أوانه، خاصة أن الخلاص الحقيقي للمرأة يتمثل في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الذي وجدها في واقع لا تحسد عليه يتمثل ذلك في مثلث "المتعة، العار، الوأد". قال الله تعالى ((إذا بشر أحدهم بالأنثى طل وجهه مسود وهو كظيم...)) الآية.

أما كان الأجدى والأجدر بالمرأة في هذه المجتمعات أن تحتفل بيوم البعثة إن لم يكن شهرها كاملا؟ أم أنها تأثرت كغيرها من الذي لا يرون خلاصا ولا سبيل إلا سبيل الغرب حتى ولو خالف ذلك خصوصيتهم الاجتماعية والدينية؟

مصالحة الثابت مع ذاته في المجتمع الموريتاني

إذا انطلقنا من مسلمة أن الثوابت لأي مجتمع هي الدين، اللغة، والأرض وكل ما يتعلق بذلك من ثقافة رمزية، فإننا نكون أمام مسلمة أو فرضية هي أنه "حينما ترتقي قيمة الأرض في الوعي الجماعي لمجتمع ما كهم مشترك يسمو فوق الخلافات الضيقة، فحينئذ سيتصالح الثابت مع ذاته ولن يكون عائقا أمام المتغير"، فكيف ذلك؟
تشتمل الأرض على قيمة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية وأمنية لدى كل مجتمع، لذلك يمكن القول بأنه حينما ترتقي هذه القيمة التي تحظى بها الأرض في الوعي الجماعي كهم مشترك يسمو فوق الخلافات الضيقة، ـ التي تمنع المجتمع من التلاحم والاندماج ثم الانسجام، الأمر الذي يقف حجر عثرة في وجه أي تنمية اجتماعية، ـ ستتصالح مع ذاتها باعتبارها أكبر الثوابت، مؤسسة بذلك لبقية الثوابت الأخرى، ومساهمة في إحداث التغيير. ولن ترتقي قيمة الأرض إلا من خلال الإحساس الجماعي بأنها من ضمن الثوابت التي توحد المجتمع.
فكلما ارتبط الأفراد بالأرض، ذابت كل الفوارق والانتماءات الضيقة لصالح الانتماء للأرض، وحينئذ يتصالح الثابت مع ذاته مؤسسا بذلك رابطة مجالية، ثم رابطة اجتماعية تولد تلاحما واندماج واختلاطا وانسجاما اجتماعيا بين كل المكونات والشرائح والفئات في المجتمع، وعندئذ تتحول الأرض إلى معطى اجتماعي وثقافي يرتبط به الأفراد، ويعملون سوية على تماسكه وازدهاره والذود عنه إذا اقتضى الأمر تحت انتماء واحد وهو الانتماء للأرض والمجال، كما أنه في الوقت عينه ستتحول الأرض إلى معطى اقتصادي يرتبط به الأفراد أكثر لأنه هو مصدر تأمين حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ...وبذلك يصبحون مسئولين أمام أنفسهم وأمام الله عن حماية مصدر حاجاتهم والذي يعطيهم بقدر ما يسألونه.
ويزداد الارتباط بالأرض إذا ما أنضاف إلى الاعتبارات السابقة أن الأرض ستتحول إلى معطى سياسي وأمني، نظرا لأن الأفراد سيعملون على حماية مجالهم لأنه بالنسبة لهم هو الانتماء ومصدر تأمين الحاجات الأساسية وساحة للرهانات السياسية والأمنية، خاصة إذا تحول الذود عن هذا المجال إلى جهاد مقدس ((أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم...)) الآية.

من هنا نقول بأن كافة أفراد مكونات المجتمع الموريتاني بحاجة إلى التمييز بين ما هو ثابت وما هو متحول أولا، ومن ثم يسعون إلى تعزيز الثوابت ثانيا لأنها هي التي توحد المجتمع، ومن ذلك أن يتخلوا عن انتماءاتهم الضيقة المتمثلة في "القبيلة، العرق، وحتى الجهة"، لصالح انتماء أفسح وهو الانتماء للأرض، الأمر الذي سينتج رابطة مجالية ومن ثم رابطة اجتماعية تجمع المجتمع وتقارب بين مكوناته وتجعل الأفراد يسمون بخلافاتهم الضيقة. عندئذ يتحول تنوعنا الثقافي والعرقي والقبلي، بل حتى الجهوي إلى مصدر قوة وثراء، بدل أن يظل عنصر ضعف يقف في وجه أي تنمية اجتماعية نحاول تحقيقها.

الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي


مقـــــــدمة
أدخلت الخدمة الاجتماعية في المجالات التعليمية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي باعتبارها حق لكل مواطن، كالماء والهواء، وإذا كان الهدف في أول الأمر مجرد تفرغ المعلمين ـ الذين يقومون بعمليات الإشراف ـ لمواجهة تزايد التلاميذ وبالتالي تزايد عدد الفصول، فإن الخدمة الاجتماعية في المدرسة استطاعت في فترة وجيزة أن تؤكد دورها الإيجابي والإنشائي في العمليات التربوية والتكوين للتلميذ.
وإذا كانت مفاهيم التربية الحديثة تتضمن النمو الاجتماعي والنفسي للتلميذ إلى جانب التحصيل الدراسي، فإن الخدمة الاجتماعية في ضوء هذه المفاهيم تساهم في العمليات التربوية لمساعدة التلميذ على الوصول إلى الأهداف المتكاملة التي تضعها المدرسة أمامها وتعمل بكافة السبل والوسائل لتوفيرها. فاستعانت المدرسة بالأخصائيين النفسيين للكشف عن قدرات التلاميذ العقلية وتوجه المتخلفين عقليا منهم إلى مدارس ضعفاء العقول، هكذا استخدمت الخدمة الاجتماعية مبادئها كجزء من نظام متكامل مسايرة بذلك برنامج المدرسة العام.
عموما يمكن القول بأن أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي ترجع إلى أنها تعمل مع قطاعات كبيرة من أبناء المجتمع كما أنها تحظى باهتمام كافة المسؤولين عن إعداد الجيل الجديد الذي سوف يتحمل مسؤولية المستقبل، فإن نجحت الخدمة الاجتماعية في دورها البناء تكون قد ساهمت مساهمة أكيدة في تحقيق أهداف التنمية وتطور المجتمع.
والخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي هي مهنة احتاجت إليها المؤسسة التعليمية لتحقيق وظيفتها الاجتماعية بصورة متخصصة أمام المتغيرات التي يكسبها المجتمع وتؤثر في حياة كل من يعيش في نطاقها...

المحور الأول: تحديد المفاهيم
يقتضي العمل البحثي عادة تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يدور حولها البحث ودلالاتها المعرفية، وتنوع قراءاتها في الحقل المعرفي، وبما أن الحديث هنا هو حول "الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي"، يلزمنا الحديث ولو بإيجاز عن المفاهيم التي تشكل الكلمات المفاتيح لمقاربة هذا الموضوع، وتمثلت هذه المفاهيم في: (مفهوم الخدمة الاجتماعية، مفهوم الرعاية الاجتماعية لتداخله الشديد مع مفهوم الخدمة الاجتماعية، ثم مفهوم المدرسة كمجال من مجالات الخدمة الاجتماعية).
      I.            مفهوم الخدمة الاجتماعية
يمكن تحديد مفهوم الخدمة الاجتماعية في أنها "منهج مؤسسي منظم يقوم من أجل وقاية الناس من المشكلات الاجتماعية ومساعدتهم على حل ما يعترضهم من مشكلات ومن أجل دعم إمكانات الناس لأدائهم الاجتماعي، فهي مهنة تمارس لتحقيق خدمات إنسانية وهي نوع من الممارسة العلمية والفنية تمارس بالضرورة في إطار نظام اجتماعي متكامل معترف به هو نظام الرعاية الاجتماعية"
وترى الأستاذة هلين ويتمر وهي إحدى رائدات المهنة، أن الخدمة الاجتماعية طريقة علمية لخدمة الإنسان، وهي نظام يساعد على حل مشكلاته وتنمية قدراته تعمل على مساعدة النظم الأخرى في المجتمع لتحسين قيامها بدورها.
ويتضح من هذا التعريف التأكيد على استناد المهنة لقاعدة من المعارف الذاتية والطرق العلمية، وأنها توظف لمساعدة أفراد من المجتمعات وأيضا لمساعدة النظم الاجتماعية الأخرى، إذ تتجاوز مهنة الخدمة الاجتماعية مساعدة الأفراد إلى العمل مع النظم والتنظيمات الاجتماعية المختلفة لتحقيق ظروف معيشية أفضل، فهي متعددة الأبعاد إذ لابد وأن تعمل كي تستجيب لظروف المجتمع المتغيرة واحتياجات الأفراد المختلفة وتدعم الوظائف والأدوار المحددة للنظم الاجتماعية.
أما الأستاذ والتر فريد لاندر فإنه يقدم تعريفا للخدمة الاجتماعية يرى فيه أنها "من الخدمات المهنية تقوم على أساس من الحقائق العلمية والمهارة في مجال العلاقة الإنسانية الغرض منها مساعدة الأفراد كأفراد أو في جماعات لتحقيق الرفاهية الشخصية والاجتماعية، ولتنمية قدراتهم على توجيه شؤونهم بأنفسهم، وتكون ممارسة هذه الخدمة داخل مؤسسات متصلة بالخدمة الاجتماعية ومتخصصة فيها"
أما الجمعية القومية للأخصائيين الاجتماعيين بالولايات المتحدة الأمريكية فتتبنى تعريفا للمهنة على أنها "مهنة محددة ذات أنشطة متعددة لمساعدة الأفراد والجماعات والمجتمع على ترجمة قدراتهم ومؤهلاتهم المختلفة ودعمها وصولا لتفاعل اجتماعي بصورة جيدة"[1]
ونخلص مما سبق إلى القول بأن التعريفات وإن حاولت تحديد السمات الأساسية للمهنة، إلا أنها تعبر عن الأيديولوجية التي تنتمي إليها، فهي محافظة من ناحية ترتبط بالنظرية الوظيفية، وذات نزعة إنسانية إصلاحية تقوم أساسا للدفاع عن النظام الاقتصادي والاجتماعي والرأسمالي في مواجهة التهديدات الداخلية التي ينتجها النظام.[2]
   II.            مفهوم الرعاية الاجتماعية وعلاقته بالخدمة الاجتماعية
يمكن تعريف الرعاية الاجتماعية بأنها "تلك الجهود الحكومية التي توجه نحو الخدمات الاجتماعية مثل مشروعات الإسكان الاجتماعي، والمساعدات والمعونات الغذائية المختلفة التي تقدم لبعض الفئات العاجزة كالمصابون بالأمراض العقلية والجسمية وكبار السن والأحداث والمنحرفين..."
ويتضح من هذا التعريف أن مفهوم الرعاية الاجتماعية هو نوع من رعاية الشعب تقوم بها السلطات الحكومية، وهو ما يعني أنه مصطلح مرتبط إلى حد ما بالخدمات الحكومية الموجهة نحو أفراد وجماعات يحتاجون إلى ضرورات الحياة الأساسية أو يشكل سلوكهم تهديدا للأمن والاستقرار. وهناك خصائص مشتركة بين كل من الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية يمكن أن نحصرها في النقاط التالية:
1.    الرعاية الاجتماعية تمثل هدفا سامي يسعى إليه المجتمع من أجل تحقيق الرفاهية لأفراده عن طريق تنظيم البرامج والخدمات وإنشاء المؤسسات وإصدار التشريعات التي تضمن تحقيق مستوى معيشي يليق بكرامة الإنسان. في حين أن الخدمة الاجتماعية تمثل منهجا يعتمد على العلم والمهارة لتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية
2.    تساعد الخدمة الاجتماعية في تحديد احتياجات الرعاية الاجتماعية وتقديرها وقياسها بناء على ما هو متاح من خدمات في المجتمع مع إعطاء الأولوية لبعضها حسب ما تقرره الحاجة، وبالإضافة إلى ذلك تقوم الخدمة الاجتماعية بتقيير نظم الرعاية الاجتماعية من أجل أن تتلاءم الظروف والمتغيرات التي يمر بها المجتمع عبر مراحل تطوره من أجل أن تستجيب وتتكيف مع متطلبات المجتمع.
3.    تركز كل من الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية على مسلمات من أهمها: الإيمان بأهمية الإنسان، العلاقة المتبادلة بين الفرد والجماعة المجتمع، مساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات على تحقيق أقصى درجات الإشباع وإيجاد الحلول اللازمة للمشكلات المطروحة والوقاية منها، وهو ما يعني اعتماد المنهج العلاجي والوقائي لدى كل من الرعاية الاجتماعية الخدمة الاجتماعية.
4.    تساعد الخدمة الاجتماعية على زيادة وفاعلية وكفاءة برامج الرعاية الاجتماعية من خلال اعتماد التخطيط كأسلوب علمي في تقديم الخدمات وتحسين نوعيتها.[3]
ومهما كان التشابه بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية لكونهما مجالان يشملان عددا كبيرا من الخدمات، فإن ظهور الخدمة الاجتماعية لا يمكن إرجاءه إلى فترة ما قبل القرن التاسع عشر، في حين ترجع ممارسة الرعاية الاجتماعية إلى أقدم العصور.
III.            تعريف المدرسة
المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الأساسية التي عهد إليها المجتمع بتعويض دور الأسرة في العملية التربوية وتنشئة أفراده بما يجعلهم أعضاء صالحين، وليست المدرسة هي المؤسسة الوحيدة التي تقوم بالعملية التربوية، غير أن أولوية الغرض التربوي للمدرسة هو الذي يميزها عن غيرها من المؤسسات التي تشاركها في العمل التربوي،[4] وتحددت وظائف المدرسة نتيجة للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع وتتساند معها تساندا وظيفيا. حيث نرى أن المدرسة كانت في بداية ظهورها عبارة عن مؤسسة تعليمية بحتة ولكن بسبب تخلي بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع عن أداء وظائفها تزايدت مهام المدرسة. فعلى سبيل المثال كانت الأسرة هي المؤسسة التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية إلا إنه بسبب تحلل بعض القيم المجتمعية وتشعب متطلبات المجتمع المعاصر بدأت الأسرة تتخلى عن هذه الوظيفة لتتبناها المدرسة. ومن هنا نرى أن المدرسة لم تعد فقط مؤسسة تعليمية بل أخذت على عاتقها مجموعة من الوظائف الأخرى مثل الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية... ومن هنا ومع تعاظم دور المدرسة بدأت الخدمة الاجتماعية بالتغلغل إلى وسط هذا البناء الاجتماعي من أجل مساعدة الطلاب على رفع مستوى وأداء قدراتهم الطبيعية ومساعدتهم على التكيف مع أبنية المدرسة المادية منها والمعنوية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تجاوز الصعوبات التي تحول عن استغلالهم لموارد المدرسة وحتى لا تتحول هذه الصعوبات إلى مشكلات. ويتم هذا بأكمله عن طريق البرامج التي يصممها الأخصائي الاجتماعي في المدرسة باعتباره الشخص المؤهل لأداء هذا الدور.

المحور الثاني: نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية المدرسية
نشأت الخدمة الاجتماعية استجابة لظروف اجتماعية سادت المجتمع الأمريكي، حيث واكب ظهورها ظهور مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تهدف إلى تقديم خدمات اجتماعية للأفراد والجماعات والمجتمع، وقد صاحبت ظهور الخدمة الاجتماعية مجموعة من المتغيرات كالثورة الصناعية، والمشكلات المرتبطة بالنمو الحضري، والثورات والحروب في أوروبا وفرنسا، والتحول من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي، ثم فشل التشريعات في مواجهة مشكلات المجتمع الأمريكي، والاستفادة من العلوم الإنسانية.
      I.            السيرورة التاريخية للخدمة الاجتماعية
بدأت الخدمة الاجتماعية بصورة منظمة في الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين وهناك من يعتبر البداية الفعلية (كانت في العام 1898 عندما نظم أول برنامج للتدريب لعدد من المتطوعين في جمعية الإحسان بمدينة نيويورك، وقد تحول ذلك البرنامج بعد ذلك كي يصبح أول مدرسة للخدمة الاجتماعية بجامعة كولومبيا)[5]
ومع ذلك الحين بدأت مدارس الخدمة الاجتماعية في الظهور وعملت على تحديد أهدافها الوظيفية وكرس روادها الأوائل جهودهم في الانشغال بالإصلاح الاجتماعي ومواجهة المشكلات الاجتماعية ثم عملوا تدريجيا لتحرير أنفسهم من صفة النشاط المؤسساتي الذي ارتبطوا به وهو العمل التطوعي والخيري وقبلوا ما اعتبر أنذلك بالمغامرة والانفصال عن هذه التنظيمات معتمدين على أنفسهم وعلى ما يدفعونه من اشتراكات مالية في مقابل العضوية لتمويل الجمعية القومية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين[6] ولم يكونوا في ذلك الوقت مجرد قيادات فعلية بل كانوا بمثابة نخبة من المثقفين المدافعين عن الديمقراطيين المطالبين بالإصلاح الاجتماعي في بلدهم وكرسوا وقتهم وجهدهم لتحسين وتطوير الخدمة الاجتماعية التي يحتاجها المواطن لمواجهة العديد من الحاجات الاجتماعية المتزايدة ولمواجهة مشكلات التغير الاجتماعي.
ثم اتجهت الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين نحو الانشغال باهتمامات محددة تتمثل أساسا في ممارسة الخدمة الاجتماعية والاهتمام بالمشاكل الكبرى للرعاية الاجتماعية والعمل على حماية أعضائها وتنمية وتدعيم اهتماماتهم المهنية وسرعان ما ظهرت الحاجة لاهتمامات علمية واجتماعية أخرى من بينها الاهتمام بالبحوث الاجتماعية والإدارة العلمية للمؤسسات الاجتماعية العاملة في مجالات الرعاية الاجتماعية. وإصدار الكتاب السنوي للخدمة الاجتماعية ثم دائرة معارف العلوم والمطبوعات والدوريات العلمية والمشاركة في الاهتمامات السياسية المتعلقة بالسياسة العامة والاجتماعية للدولة.
وهنا يمكن للمتبع للسياق التاريخي للخدمة الاجتماعية أن يخلص إلى أن تطور الخدمة الاجتماعية وانتشارها ارتبط أساسا بالنمو المتزايد لأنشطة وجهود الرعاية الاجتماعية ، ولذلك ارتبطت بنظام جمعيات الإحسان واعتبار من 1910 بدأت الجامعات الأمريكية في برنامج تعليمي مدته عامين دراسيين كاملين)[7] وسرعان ما ظهرت مدارس أخرى في مدن بوسطن فيلاديفيا شيكاغو..
وحتى 1915 ظل المشتغلون بالخدمة الاجتماعية يطالبون بالاعتراف بنشاطهم وممارستهم كمهنة، وظلت الدعوة قامة خلال السنوات التالية، منشغلة مجهود المدارس المختلفة حتى سنة 1929 إلى أن بدأت المهنة في فرض وجودها من خلال مساهمتها في برنامج الصليب الأحمر الذي كان يعمل منذ الحرب العالمية الأولى وبدأ الاعتراف بأهمية الدور الذي تلعبه المهنة في مجال الخدمة الاجتماعية الطبية والنفسية
   II.            الخدمة الاجتماعية كعمل مؤسساتي
استطاعت الخدمة الاجتماعية بعد معركة الاعتراف التي خاضتها، الانفكاك من الرعاية الاجتماعية والعمل التطوعي غير المنظم في سبيل تحقيق الخدمة الاجتماعية المؤسساتية المهنية.
ثم عرفت الخدمة الاجتماعية مراحل متلاحقة تمثلت في أربعة مراحل أساسية:
1.    المرحلة الأولى: مرحلة التطور وإنشاء المؤسسات الاجتماعية. وقد كانت أبرز سماتها انتشار الأفكار الإنسانية والاجتماعية التي جاءت بها الثورة الفرنسية مثل العدالة والإخاء والحرية والمساواة، ثم ظهور العلوم الإنسانية وما حمله من نظريات تسعى إلى فهم دوافع السلوك الإنساني[8] ثم بداية حركة تنظيم الإحسان ووجود متطوعين يعملون بها مما أدى إلى مطالبتهم باكتساب الاعتراف واعتبارهم متخصصين، ووضع تصورات مهنية لصياغة مقومات الخدمة كمهنة وتحليل بعض الحالات التي يعاني منها بعض العملاء.
2.    المرحلة الثانية: ظهور طرق الخدمة الاجتماعية
1917 ماري ريشموند وكتابه التشخيص الاجتماعي الذي أوضح معالم طريق خدمة الفرد
1933 تم وضع أول تعريف لخدمة الجماعة والاعتراف بها 1935 خلال المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية. وفي 1937 ظهور قانون الضمان الاجتماعي
1946 الاعتراف بطريقة تنظيم المجتمع في المؤتمر القومي للمجتمع الأمريكي[9]
وفي عام 1948 وضع تعريف للخدمة الاجتماعية تناول طرقها الثلاثة وهو تعريف هربرت ستروب وهو أنها (فن توصيل الموارد المختلفة إلى الفرد والجماعة لإشباع حاجاتهم عن طريق استخدام طريقة علمية لمساعدة الناس على مساعدة أنفسهم).
تلا ذلك الانفتاح على التراث العلمي الاجتماعي وأخذت مناهج إعداد الأخصائيين الاجتماعيين تهتم بدراسة النظرية الاجتماعية وفي نهاية الخمسينيات أصبحت الخدمة الاجتماعية توصف بأنها وسيلة لحماية المجتمع وتقديم الخدمات العلاجية وأصبح هدف الخدمة الاجتماعية يصم ثلاث طرق أو مناهج أساسية في الممارسة وهي خدمة الفرد وخدمة الجماعة وتنظيم المجتمع.
3.    المرحلة الثالثة: ظهور الطرق المساعدة في الخدمة الاجتماعية خلال الستينيات والسبعينيات. شهدت فترة الستينيات العديد من المشروعات القومية للرعاية الاجتماعية بالولايات المتحدة تهدف إلى النهوض بالمناطق الفقيرة الاجتماعية وهكذا كانت بداية نشأة طريقة التخطيط الاجتماعي.
كذلك ظهرت طريقة البحث والإدارة في الخدمة الاجتماعية استجابة للظروف والمشكلات ونتيجة لازدياد عدد المؤسسات الاجتماعية أصبح من الضروري وجود طريقة تهدف إلى إدارة هذه المؤسسات بشكل علمي وهي طريقة الإدارة في الخدمة الاجتماعية.
4.    المرحلة الرابعة: المرحلة الحالية لمهنة الخدمة الاجتماعية وتبدأ من الثمانينات إلى وقتنا الحالي. وتتميز هذه المرحلة باستخدام الأسلوب العلمي المنظم للكشف عن مسببات المشكلات القائمة في المجتمع، وتتميز هذه المرحلة باتجاهات يمكن تحديدها فيما يلي:
·       التركيز على التفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به
·       الاهتمام بدراسة المجتمعات من حيث تركيبها العضوي ومن حيث حاجاتها
·       مراجعة الميثاق الأخلاقي للأخصائيين الاجتماعيين والذي يوجه السلوك المهني للممارس
·       أصبحت حقوق المواطنين حقوقا مقررة على المستوى الدولي والمحلي
وفي هذه المرحلة أصبحت الخدمة الاجتماعية تعتمد في تقديمها على عناصر أربع هي:
‌أ.        العميل: يعتبر العميل هو محور الخدمة. وقد يكون فردا أو جماعة أو مجتمعا سويا كان أو غير سوي. وتعتمد خدمة هذا العميل على ما وصلت إليه الخدمة الاجتماعية من مبادئ وأساليب العمل وما استفادته من العلوم الأخرى.
‌ب.   الأخصائي الاجتماعي: الأخصائي الاجتماعي هو المتخصص المهني الذي يقوم بالخدمة الاجتماعية. ويهدف التخصص في هذه المهنة إلى تزويد الأخصائي بالمميزات المهنية التالية:[10]
ü    أن يزود بالمعلومات الكافية عن الأفراد والجماعات التي يعمل معها.
ü    أن يزود بالمهارات للعمل الاجتماعي، وما تتطلبه تلك المهارات من إدراك وتطبيق لمبادئها وأساليبها.
ü    أن يزود بمجموعة من الخبرات المتصلة بطبيعة النشاط الذي يمارسه مع العملاء وهذه الخبرات تساعده على إدراك ما يتم من نشاط للأفراد أو الجماعات.
ü    أن يزود بالاتجاهات الشخصية الصالحة للعمل مع الناس كالمقدرة على حب الناس والرغبة في العمل معهم وتقدير ظروفهم، وضبط النفس والمحافظة على المواعيد وغيرها من الاتجاهات.
واكتساب هذه الصفات المهنية تستمد أساسا من ثلاث قوى رئيسية هي: الدراسة النظرية والتدريب الميداني والممارسة الفعلية بعد التخرج في مراكز التعليم المختلفة.
‌ج.    الخدمة: يقصد بالخدمة الخطوات المهنية التي تتم أثناء تقديم مساعدات موجهة للأفراد أو الجماعات. وتشتمل هذه الخطوات على (الدراسة والتشخيص والعلاج).
وتعتمد هذه الخطوات على مبادئ أساسية للعمل التطبيقي الذي يساعد الفرد على مواجهة مشكلاته، والجماعة على النهوض بقدرات أعضائها ومهاراتهم والمجتمع على المواءمة بين احتياجاته وموارده.
‌د.       المؤسسة: وتعتبر هي الميدان الذي تمارس فيه الخدمة، ولا يعني ذلك أن الخدمة لا تمارس إلا في المؤسسة الاجتماعية فقط، فقد انطلقت الخدمة الاجتماعية حديثا إلى الفئات المحتاجة إلى خدمة.
وتعمل المؤسسة الاجتماعية في إطار القيم والمستويات الاجتماعية السائدة في المجتمع وتستمد فلسفتها منها وتعمل على النهوض بها كما ترتبط باحتياجات المجتمع، باعتبار أنها الوسيلة لتحقيق مطالبه. ولا تهدف المؤسسة الاجتماعية لتحقيق كسب مادي حيث أنها تعتمد في وجودها ودعم كيانها إلى جهود الدولة والأهالي.[11]
III.            مجالات الخدمة الاجتماعية: للخدمة الاجتماعيّة مجالات متعددة في مختلف مجالات المجتمع نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1.   مجال الأسرة: حيث تعمل على بناء مجتمع أسريّ سليم، وتحاول علاج المشاكل الأسريّة والتخفيف من آثار التفكّك الأسريّ الناجم عن الطلاق، أو فقدان أحد الوالدين، وما إلى ذلك.
وتتمثل جهود الخدمة الاجتماعية في المجال الأسري فيما يعزز قيام الأسرة بأداء وظائفها الاجتماعية الأساسية بالمجتمع من تلبية لمتطلبات أفرادها، كما أن الخدمة الاجتماعية تعمل من أجل تفادي وقوع الأسرة في المشكلات التي تهدد كيانها في عنف من عنف أسري أو تفكك أخلاقي أو اختلال تنشئة أبنائها أو غيرها من الصور التي تؤخر نمو الأسرة وتبطئ من سير أداء أدوارها الاجتماعية والتربوية.
وتتمثل جهود الخدمة الاجتماعية في هذا الإطار على إنشاء مراكز متخصصة تعنى بشؤون ومشكلات الأسرة، وتتواجد بداخل المراكز السكنية بغرض تواجد عن قرب من أفراد هذه الأسر للتعرف على جميع مشاكلهم.
ويتعدى الأمر التعامل مع المختصين بمجال الأسرة وشؤونها من قانونيين أو إداريين أو تربويين أو اجتماعيين، بقصد تبادل الأفكار معهم وطرح القضايا التي تحتاج إلى حل وعلاج.
2.   المجال الطبي: الخدمة الاجتماعية هنا تمارس في المؤسسات الطبية بهدف مساعدة المريض على الاستفادة من إمكانيات وخدمة المؤسسة من أجل زيادة أدائه الاجتماعي.
ويمكن القول بأن الخدمة الاجتماعية الطبية هي أحد مجالات الخدمة الاجتماعية، إذ يقوم بها أخصائيون اجتماعيون مؤهلون بمعرفة ومهارة للتعامل والتعاون مع الفريق الطبي بغرض الارتقاء بدور المستشفيات ومراكز العلاج المختلفة في تقديم خدمة طبية متميزة.[12]
3.   المجال المدرسيّ: لا يخفى علينا الدور المهمّ للخدمة الاجتماعيّة في المدارس، والتي تساعد في زيادة قدرة الطاقم التعليميّ على أداء رسالته التعليميّة والتربويّة، والمساعدة في خلق بيئة مدرسيّة مناسبة للطفل والطالب، وزيادة مستوى الإنتاج الفرديّ والجماعيّ، للطالب والأستاذ.
ويتمثل دور الخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي في تقديم العون للطلاب بما يعينهم على اشباع حاجاتهم الأساسية ليس فيما يختص بالمجال التعليمي والأكاديمي فحسب، وإنما من حيث أدوارهم التي يكمن لعبها تجاه حل ما يعترضهم من الصعوبات والمشكلات في محيط بيئتهم التي يتواجدون بها ومن حيث إيجاد نوع من الترابط والتواصل فيما بينهم لتعزيز مفهوم التفاعل والتعاون والمشاركة فيما بينهم ومعلميهم.
وللخدمة الاجتماعية دور ملموس في دعم وظيفة وأهداف المدرسة من حيث جهود الأخصائي الاجتماعي في تحويل المدرسة إلى مركز جامع تتفاعل فيه أنشطة الطلاب كما تسعى الخدمة الاجتماعية إلى فهم الواقع التعليمي ووظيفته الاجتماعية المكملة للوظيفة التربوية.[13]
4.   مجال الأحداث: هنا يأتي عمل الخدمة الاجتماعية في مجال الأحداث والأفراد المنحرفين وتقديم المساعدة والعون لهم، حتى يكونوا أفراداً مفيدين في المجتمع، ومساعدتهم على عدم الانحراف.
5.   المساعدة العامّة: وهنا يأتي دورها في تقديم المساعدة للمحتاجين من الفقراء، والعاطلين عن العمل، وذوي الحاجات الخاصّة، والأيتام، والمرضى، وكبار السن والعجزة.
بالطبع لا يقتصر الأمر على هذه المجالات، هناك الكثير من المجالات الأخرى التي تتدخل فيها أنظمة الخدمة الاجتماعيّة في المجتمع والتي تساعد على تحقيق أهداف المؤسسات الخاصّة بهذه الخدمة.

المحور الثالث: الخدمة الاجتماعية المدرسية
في البداية لابد لنا أن نحدد مفهوم الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي حتى يتسنى لنا فيما بعد أن نتكلم بشكل أوسع عن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي. ومن هنا سنحاول أن نوجز أهم عناصر الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي في هذا التعريف: "هي عبارة عن مجال من مجالات ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية يقوم بها أخصائيون اجتماعيون مدربون علميا وعمليا على العمل في المجال المدرسي، وتكون المدرسة والمعاهد والكليات هي مكان الممارسة، وتعتمد على معارف ونظريات وفلسفة وقيم الخدمة الاجتماعية في مساعدة الطلاب على الاستفادة من موارد المدرسة ومساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم والانخراط في الحياة المدرسية بهدف إنجاح وظيفة المدرسة. وهي مجموعة من المجهودات المهنية التي يهيئها الأخصائي الاجتماعي لطلبة المدارس لتحقيق أهداف التربية الحديثة، أي تنمية شخصياتهم والاستفادة من الفرص والخبرات إلى أقصى حد تسمح به مقدراتهم واستعداداتهم المختلفة وبذلك فهي تهتم بناحيتين لكي تنمو شخصية الطالب نموا متكاملا من خلال اشباع حاجات الفرد الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية، وكذا تشجيع العلاقات الاجتماعية السليمة للفرد مع بيئته ومجتمعه".[14]
      I.            أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية:
تحقق الخدمة الاجتماعية المدرسية مجموعة من الأهداف التي حاولنا تفصيلها في:
1.    الأهداف الوقائية: وهي تلك البرامج والخدمات التي يقوم الأخصائي الاجتماعي بإعدادها وتنفيذها ومتابعتها لجميع الطلاب في كافة المراحل التعليمية منعا لوقوع المشكلات مستقبلا، كبرامج التوعية والتثقيف الخاصة بمكافحة التدخين والإدان والإيدز، وكذلك برامج توعية الطلاب بمشكلات المرور، وكذلك وقاية الطلاب من الرسوب من خلال التوعية لأساليب الاستذكار الجيدة...
2.    الأهداف العلاجية: وهي خدمات تشمل إعداد الملفات الاجتماعية الفردية التي تتطلب جهدا علاجيا عميقا وكذلك توجيه الجهود الفردية السريعة الموقفة التي تحتاج إلى توجيه وإرشاد ويتم هذا إلى جانب إقرار احتياجات الأعضاء الجماعات في البرامج التي تعمل على إحداث النمو والتغيير المقصود في حياة هؤلاء الطلاب في شخصيتهم.
3.    الأهداف التنموية: هي تلك الخدمات التي تعمل على مساعدة الطلاب على تنمية قدراتهم الاجتماعية التي تساعدهم على التحصيل والتوافق مع المجتمع المدرسي وذلك من خلال المسابقات المدرسية والبرامج التقويمية لمواجهة مشكلة التأخر الدراسي ورعاية الطلاب المتفوقين.[15]
وينضاف إلى قائمة أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية:
ü     اكتساب الطلاب مجموعة من الاتجاهات والمهارات والمعارف التي تتمثل في:
ü     اكتساب الطالب مجموعة من الاتجاهات الصحيحة
ü     اكتساب الطالب بعض المهارات اليدوية والفنية والفكرية
ü     مساعدة الطالب على أن يتوفر لديه قدر مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينه على فهم نفسه ومعرفة مجتمعه
ü     الارتباط بالخطة القومية للتنمية.
ü     شمول الرعاية للقاعدة الطلابية العريضة مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجاً.
ü     الإسهام في تنمية إيجابية الطالب للاستفادة من العملية التعليمية.
ü     ربط المدرسة بالبيئة وبقضايا المجتمع.[16]
   II.            الأخصائي الاجتماعي ودوره في المجال التعليمي
1.    تعريف الأخصائي الاجتماعي: يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه "ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية، وعلى أساس فلسفتها ملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ الذين يتعثرون في تعليمهم، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل". كما يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه "ذلك الشخص الفني والمهني المؤهل ليمارس عمله بالمجال المدرسي، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ في جميع النواحي ليستطيع التكيف والتأقلم البيئة المدرسية والبيئة المجتمعية المحيطة به".
2.    ادوار الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي: يتمثل الدور الرئيسي للأخصائي الاجتماعي المدرسي في العمل على تحقيق أمرين:
ـ أولهما: تحقيق توافق الطالب مع واقع الحياة والبيئة المدرسية.
ـ ثانيهما: وضع البرامج التي من شأنها تنمية الطالب اجتماعياً وسلوكياً.
ويتحقق توافق الطالب من خلال عدة أُسس، نذكر منها: استثمار طرق الخدمة الاجتماعية (فرد، جماعة، تنسيق) فيما يحقق تأهيل الطالب بما يمكنه من مواجهة معركة الحياة المعاصرة، وبما يهيئه لتوجيه قدراته وإمكاناته الشخصية والبيئية للحيلولة دون تردّيه في مهاوي التخلف الدراسي والاجتماعي. ويستدعي ذلك تطوير برامج الخدمة الاجتماعية المدرسية حتى يمكن تحقيق ما هو مطلوب منها، ويتمثل هذا في إمكانية توفير سبل الرعاية الاجتماعية التي يمكن من خلالها المساهمة في حل مشكلات التوافق وصعوبات التعلُّم والظروف البيئية التي تعوق مسيرة الطالب العلمية وتقيه من التردي في العلل والأمراض الاجتماعية وترشده لما يمكنه من تحسين نمط وأسلوب الحياة العامة وبما يتوافق مع مستجدات الواقع المعاصر. مع الوضع في الاعتبار أن العلل والأمراض الاجتماعية تؤدي إلى صعوبة في التحصيل العلمي الواجب، وتؤثر في مسيرة التقدم الدراسي، وتحول دون التوافق الاجتماعي والتفاعل السوي مع علاقات التواصل الاجتماعي مع المكونات البيئية، مما يؤثر بالسلب في عوامل الصحة النفسية لدى الطالب وفي طرائق تحسين الأحوال الاجتماعية. ويتوجب حينئذ على الإخصائي الاجتماعي أن يدعم - من خلال برامجه الخدمية - قيم التوافق والمعايير الاجتماعية لدى الطالب، وذلك لما لها من أثر فعال في مواجهة احتياجات الطالب النفسية والاجتماعية والتربوية الأساسية.
ومما يجدر ذكره أن المهام الأساسية للإخصائي الاجتماعي المدرسي تتمثل في:
·        المشاركة في العمل البرامجي لتنمية قدرات الطالب بما يعينه على الاستفادة من الإمكانات المتوافرة لديه أو من الذي تتيحه له بيئته.
·        تذليل أية صعوبات قد تعترض طريقه الأكاديمي والعلاقي.
·        التوجيه لجهات تقديم العون المادي لمن تتطلب حالته من الطلاب مثل هذا العون.
·        تقديم العون المعنوي الذي يعين الطالب على إمكانية الاستفادة من قدراته التي تمكنه من خدمة نفسه بنفسه، وذلك عن طريق التأثير في أفكاره واتجاهاته وقيمه، ودعم مفهومه لذاته حتى يكون مفهوماً إيجابياً (الوعي بالذات والسمو بها).
·        تقديم العون البيئي للتمكن من الاستفادة من الموارد البيئية المتاحة والممكنة والعمل على التعديل فيها لصالحه.
وهذا يدعو القائمين على جهاز الخدمة الاجتماعية المدرسية إلى أن يقوموا بتحديد أسس ومبادئ وأخلاقيات ومواصفات لدور الإخصائي الاجتماعي المدرسي مع الوضع في الاعتبار أن دور الإخصائي الاجتماعي دور مهاري تطبيقي، ولم يكن دوراً روتينياً تقليدياً، فهو ينهض على مجموعة من القواعد المدروسة والمصمّمة على أسس علمية تستند إلى مهارة وخبرة مبنية على الاستعداد والرغبة في ممارسة المهنة التي يمكن صقلها بالتأهيل والتدريب.
وهذا ما حدا بالمسئولين عن قطاع التعليم أن يقوموا بتحويل معاهد الخدمة الاجتماعية سابقاً إلى كليات جامعية لها سياساتها التربوية واستراتيجياتها ومناهجها وبرامجها التنفيذية المخططة تخطيطاً علمياً راقياً؛ فهي ترمي لا لبذل جهود وأعمال استهلاكية، بل لها دلالتها ونتائجها الاقتصادية، مما يجعلها عاملاً مهماً من عوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية المهمة، حيث إنها تزيد من تدعيم الطاقة الفاعلة في المجتمع. وهذا يوضح بجلاء أهمية الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي، وأهمية الدور الذي يضطلع به وفقاً لما ذكر من مهام، في المساهمة الفاعلة في صقل قدرات الطالب، وتوجيه استجاباته، وتهذيب دوافعه، وشحذ طاقاته، وتنظيم تفاعلاته، ودعم معاييره القيمة المرغوب فيها.. وغيرها من مهام ذات صلة بمكوّن الشخصية. في سبيل تنمية المجتمع ككل.[17]
III.            طرق الخدمة الاجتماعية المدرسية: كما أشرنا سابقا إلى إن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي تعتمد على معارف ونظريات وطرق الخدمة الاجتماعية، لذلك فإن الأخصائي الاجتماعي في المدرسة يستخدم طرق الخدمة الاجتماعية في عملية المساعدة.
1.   طريقة خدمة الفرد: يستخدم الأخصائي الاجتماعي طريقة خدمة الفرد لمحاولة مساعدة الأفراد الذين يعانون من مشكلات تعوق من استفادتهم من البرامج والخدمات المدرسية. لذا فهو يسعى للعمل مع الحالات التي لها تأثير مباشر على تحقيق الوظيفة الاجتماعية للمدرسة. ومن هنا تتحدد مجموعة من المشكلات التي ترتبط بإعاقة وظيفة المدرسة ومنها الغياب المتكرر والتأخر في الصباح والمشكلات السلوكية.
وهي طريقه أساسية لمهنة الخدمة الاجتماعية تهدف الى مساعدة الطالب الذي يواجه موقفا عسيرا ولا يمكنه الاستمرار فيه.
ويمكن تلخيص أهم الخدمات الفردية التي يستطيع الاخصائي الاجتماعي تقديمها نتيجة لتطبيق خدمة الفرد فيما يلي:
ü    بحث الحالات التي تحتاج الى معونات اقتصاديه
ü    بحث المشكلات الاجتماعية والنفسية والدينية والسلوكية والأخلاقية والتعليمية والصحية
ü    تحويل الحالات التي تعجز امكانيات المدرسة عن علاجها الى الهيئات والمؤسسات والتنظيمات المختصة ومتابعتها.
ü    تقديم التوجيه والارشاد والمعونة في المواقف السريعة التي يستقبلها الاخصائي الاجتماعي
ü    تزويد رواد الفصول من المدرسين بالبيانات والارشادات التي تساعدهم على التعامل مع الطلاب[18]
2.   طريقة خدمة الجماعة: إن المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي تتحمل العبء الأكبر في تنشئة الطلاب التنشئة الاجتماعية السليمة واعدادهم للمستقبل. ومادامت الجماعات المدرسية هي الأداة التي تؤدي الى التأثير في نمو الطلاب وتساهم في اكسابهم مقومات الشخصية السوية فمن الضروري تنظيم أساليب الحياة في المدرسة سواء في جماعة الفصل أو جماعة النشاط حتى تستطيع أن تحقق الغرض منها. وتتكون داخل المدرسة مجموعة من الجماعات المدرسية، وهي عبارة عن مجموعة من التلاميذ لهم ميل مشترك لمزاولة هواية معينة وهم يسعون إلى إشباع هذا الميل في نشاطهم ويكمن دور الأخصائي الاجتماعي في استغلال خبرات أعضاء هذه الجماعات وتنميتها وتشجيع هوايتهم وتدريبهم على السلوك الاجتماعي الذي يتطلبه المجتمع. ويتحقق هذا عندما يقوم الأخصائي بإيجاد نوع من التجانس والتنظيم بين أعضاء الجماعة ومساعدتهم على وضع برنامج يحقق أهدافهم واختيار قائد كفء لقيادة الجماعة. ويمكن تلخيص دور الاخصائي الاجتماعي لخدمة الجماعة في المجال المدرسي فيما يلي:
ü    التخطيط والتنظيم لتكوين جماعات النشاط بالمدرسة
ü    تحديد الموارد والامكانيات اللازمة لكل جماعه
ü    نشر الدعوة بين التلاميذ للانضمام الى الجماعات التي يرغب أن ينضم اليها الطالب
ü    الاشراف على انتخاب مجلس اداره لكل جماعه كالرئيس ونائب الرئيس والسكرتير وأمين الصندوق ……. إلخ
ü    تعميم نماذج من السجلات الخاصة بنشاط الجماعة
ü    اختيار رائد مناسب من بين مدرسي المدرسة لكل جماعة، ماعدا الأنشطة الاجتماعية فهي يقوم بها الاخصائي الاجتماعي (خدمة عامه، نادي مدرسي، خدمة بيئية)
ü    مساعدة رواد الجماعات عن طريق تزويدهم بالمعلومات
ü    اعداد سجل عام يحصر فيه بيانات اجماليه عن جماعات النشاط بالمدرسة
ü    جمع المعلومات الخاصة بكل جماعه في نهاية العام الدراسي[19]
3.   طريقة تنظيم المجتمع: يقوم الأخصائي باستخدام طريقة تنظيم المجتمع داخل المدرسة على اعتبار أن المدرسة مجتمع محلي داخل المجتمع الأكبر، ويتجلى دور الأخصائي الاجتماعي في محاولة تنسيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع. وهي من أجل ذلك تسعى إلى العمل مع التنظيمات المختلفة مثل مجالس الآباء والمعلمين والخدمة العامة المدرسية واتحاد الطلاب…إلخ. ويتلخص دور الاخصائي على ما يلي:
ü    المساعدة في تكوين تنظيمات على مستوى المدرسة للانطلاق من خلالها
ü    المساعدة في وضع برامج هذه التنظيمات والعمل على نموها وتطورها
ü    العمل على تدريب القادة المسئولين عن هذه التنظيمات.
ü    توضيح وتحديد مسئولية هذه التنظيمات.
ü    العمل مع مجلس الاباء والمعلمين بتنظيم اجتماعاته والاعداد لها
ü    العمل مع مجلس الرواد أو النشاط بالمدرسة.
ü    القيام برئاسة مركز الخدمة العامة بالمدرسة وعليه أن يعد خطة عمله ويضعها موضع التنفيذ ومن ثم فهو المسئول عن مشروعات الخدمة العامة ومشروعات الخدمة الاجتماعية التي تقوم المدرسة بتنفيذها لخدمة سكان المجتمع.
ü    وضع وتنفيذ خطه لتنظيم تبادل الخدمات الاجتماعية بين المدرسة وهيئات ومؤسسات وتنظيمات المجتمع.
ü    العمل على تقوية الروابط والصلات بين المدرسة والبيت والمجتمع[20]
خــــــــاتمة
من هنا يمكن القول بأن الخدمة الاجتماعية وليدة الحاجة المجتمعية، استطاعت أن تنفذ إلى المجال المدرسي، جاعلة منه مجالا من مجالاتها المهنية، حيث تمثلت جهودها في تقديم العون للطلاب وعمهم بما يعينهم على اشباع حاجاتهم الأساسية ليس فيما يخص المجال التعليمي والأكاديمي، وإنما من حيث أدوارهم التي يمكن لعبها لحل ما يعترضهم من صعوبات ومشكلات. فالخدمة الاجتماعية هي مهنة احتاجت إليها المؤسسة التعليمية لتحقيق وظيفتها الاجتماعية بصورة متخصصة تثبت أمام المتغيرات التي تحدث في المجتمع وتؤثر في حياة كل من يعيش في نطاقه.
والخدمة الاجتماعية المدرسية إن كانت تسعى إلى مساعدة التلاميذ والطلاب على تجاوز الصعوبات التي تعترضهم وتقف حجر عثرة في سبيل تحصيلهم الدراسي. فهي كذلك تساعد في زيادة الطاقم التعليمي على أداء رسالته التعليمية والتربوية، ساعية إلى خلق بيئة مدرسية مناسبة للطفل والطالب وزيادة مستوى الإنتاج الفردي والجماعي لكل من الطالب والأستاذ.



[1]. (الشهراني) عائض بن سعد، الخدمة الاجتماعية وظاهرة العنف الأسري، الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، 2008، ص 7
[2]. فوزي شرف الدين، الخدمة الاجتماعية تحليل المهنة والجذور، قسم علم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة بنها، ص، ص، ص 22، 23، 24
[3]. عبد الله أحمد فال، سلسلة دروس عنصر "الخدمة الاجتماعية"، مقرر السداسي الخامس، 2014
[4]. محمد الأمين موسى، سلسلة دروس عنصر "علم الاجتماع التربوي"، السداسي الخامس، 2014
[5]. فوزي شرف الدين، مرجع سابق، ص 14
[6]. المرجع نفسه، ص 14
[7]. المرجع نفسه، ص 15
[8]. صابر أحمد عبد الباقي، أسس الخدمة الاجتماعية، نظام التعليم المطور، جامعة الملك فيصل، السعودية، 2011/2012، ص 2
[9]. المرجع نفسه، ص 2
[10]. المرجع نفسه، ص13
[11]. المرجع نفسه، ص 14
[12]. (عبد البادي) إبراهيم محمد المليجي، الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة الاجتماعية، سلسلة جدران المعرفة، 2006، ص 12
[14]. http://www.siironline.org/alabwab/mogtama%20(23%20)/340.htm، محمود عبد العليم، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي، ص 2، ‏02‏ كانون الثاني‏، 2017
[15]. عبد الرحمن الخطيب، الخدمة الاجتماعية كممارسة تخصصية مهنية في المؤسسات التعليمية، مكتبة الأنجلو المصرية، ط 2، ص 20
[16]. معهد إ الشيرازي الدولي للدراسات ـ واشنطن، http://www.siironline.org/alabwab/mogtama%20(23%20)/340.htm
[17]. نفس الصدر
[18]. صابر أحمد عبد الباقي، مرجع سابق، ص 22
[19]. نفس المرجع، ص 26
[20]. نفس المرجع، ص 30

كلمة ترحيبية

تشرفنا زيارتك، لذلك نود منك معاودتها دائما للإطلاع على جديد الموقع

Welcome speech

We are honored to your visit, so we would like you always return to see the new site